مركز حافلات السلط.. بنية تحتية متهالكة وروائح كريهة تداخل الصلاحيات بين البلدية والنقل و«اللامركزية»يعرقل التوسعة

التبويبات الأساسية

الأربعاء, مارس 13, 2019

- الخشمان: الحكومة ألغت العطاء الأول للتوسعة وحولت مخصصاته إلى وزارة الطاقة

- مشاجرات يومية بين السائقين وسط غياب الجهات التنظيمية والأمنية

- مكان ضيق ينتشر فيه المتسولون ويفتقر للإنارة مساءً

الداخل الى مركز انطلاق ووصول الحافلات في السلط سيصطدم بواقع فوضوي ماثل للعيان من غياب الرقابة والاشراف على تنظيم الأدوار خاصة في الفترة الصباحية.

ويرى غيابا لمراقبي هيئة قطاع النقل البري، وتهالك البنية التحتية، والافتقار للانارة مساء، وضيق المكان، وانتشار الروائح الكريهة الناتجة عن تجمع النفايات، وانقاض مسجد تم هدمه العام الماضي ما زالت موجودة، وكذلك انتشار المتسولين.

وأوضح مراقبون، ان عدم توافر المخصصات المالية وتداخل الصلاحيات بين بلدية السلط الكبرى وهيئة النقل البري ومجلس المحافظة (اللامركزية) حال دون تنفيذ مشروع توسعة واعادة تأهيل المركز ضمن عطاء بكلفة 5.5 مليون دينار في العام 2017.

وقال طارق الخرابشة لـ الرأي «ان عدم تثبيت مواقف خاصة لكل الحافلات يسهم في تعطيل الركاب واستنفاد وقتهم، ما يؤدي الى إحداث مشاجرات يومية بين سائقي الحافلات وسط غياب الجهات التنظيمية والامنية».

وقالت مها خريسات إحدى المستفيدات من خدمات المركز «إن الفتيات يضطررن الى مزاحمة الشباب للصعود الى الحافلة للتوجه الى العمل او الجامعة، بسبب عدم وجود تنظيم لادوار الحافلات خاصة باصات عمان- السلط، الأمر الذي يجعل الراكب لا يلتزم بالدور، وكذلك فإن الفتيات يتعرضن للخوف في الفترة المسائية بسبب عدم توفر الإنارة»، معتبرة ان انتشار المتسولين بشكل كبير في المركز ظاهرة غير حضارية.

وقال المواطن محمد الدباس «ان وجود تجمع للنفايات في منطقة محاذية للمركز تستخدمها بلدية السلط مكبا للنفايات يعمل على انتشار الروائح الكريهة وكذلك تفتقر المرافق العامة التابعة للمركز للنظافة المطلوبة، وكذلك انتشار الحفر وتهالك البنية التحتية دون صيانة دورية عمل على تفاقم مشاكل المركز»، مستهجنا عدم قيام بلدية السلط الكبرى بازالة انقاض مسجد تم هدمه العام الماضي بشكل كلي.

ودعا السمسار حكيم ابو سليم، الى ضبط 20 حافلة تعمل على الخطوط الداخلية يتم تحويلها للعمل على خط عمان السلط بدون تصاريح رسمية من قبل هيئة النقل البري رغم كثرة أعداد الركاب، فيما هنالك 43 حافلة تعمل بشكل رسمي على خط عمان السلط..

من جانبه، قال رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس خالد الخشمان «ان عطاء توسعة وتأهيل مركز انطلاق ووصول حافلات السلط طُرح في العام 2017 ،وتم تخصيص الكلفة المالية للبدء بالتنفيذ الا ان الحكومة قامت بالغاء العطاء في حينه وتحويل مخصصاته المالية الى وزارة الطاقة»، مشيرا الى انه تم اعداد مخططات المشروع واعادة طرح عطاء التوسعة في العام 2019 الا ان عدم توفر المخصصات المالية للمشروع حالت دون التنفيذ.

واضاف الخشمان، ان المشاورات بين الجهات الرسمية افضت الى تحويل المشروع على موازنة مجلس المحافظة (اللامركزية ) يتم من خلالها تخصيص مبلغ 5.5 مليون لتنفيذ المشروع الا ان عدم رصد اي مبلغ عن طريق اللامركزية حال دون التنفيذ العام الحالي.

واوضح الخشمان، ان وزارة النقل قامت بتنفيذ مراكز انطلاق ووصول في المحافظات كافة باستثناء السلط، مطالبا بتوفير مخصصات مالية لتنفيذ مشروع التوسعة والتأهيل من قبل وزارة النقل أسوة بالمحافظات الاخرى، وعند التواصل مع وزير النقل لتوفير المبلغ المطلوب للمشروع تم الاتفاق على تحويل المشروع لمجلس المحافظة (اللامركزية(.

ونفى الخشمان، ان تكون الروائح الكريهة في المركز منبعثة من تجميع النفايات في قطعة الارض المحاذية للمركز التي هي ملك لبلدية السلط، لانها تبعد 200 متر عن المركز، مشيرا الى ان البلدية قامت بتخصيص عامل وطن لمتابعة نظافة المركز بشكل يومي لحين تنفيذ مشروع التوسعة.

وفيما يتعلق بانقاض المسجد، أوضح الخشمان، أن البلدية ازالت الانقاض بناء على شكوى من المواطنين، ولم يتبق سوى القليل التي لا تؤثر على مرتادي المركز.

ورغم المخاطبات بين بلدية السلط ووزارة النقل بتخصيص مبالغ مالية لتنفيذ المشروع عن طريق اللامركزية، الا ان مجلس محافظة البلقاء (اللامركزية) لم يبلغ رسميا عن قرار تخصيص مبالغ مالية لتنفيذ المشروع لغاية اللحظة، بحسب رئيس مجلس اللامركزية في البلقاء موسى العواملة.

واضاف العواملة «ان مجلس المحافظة على استعداد تام للتعاون مع بلدية السلط الكبرى لتنفيذ المشروع في حال وصول كتب رسمية تفيد بادراج المشروع على موازنة اللامركزية رغم ان موازنة اللامركزية لا تتحمل تخصيص مبلغ 5.5 مليون في عام واحد ولكن سيتم تنفيذ المشروع على عدة سنوات، حتى يستطيع المجلس تأمين المخصصات المالية المطلوبة»، منوها انه في حال الاتفاق على مشروع التوسعة من قبل الجهات المعنية سيتم تخصيص جزء من المخصصات المالية في العام 2020 للبدء بتنفيذ المشروع.

وبدورها، أكدت الناطقة الاعلامية لهيئة النقل البري الدكتورة عبلة وشاح، ان الهيئة على اتم الاستعداد لتنفيذ المشروع في حال تخصيص مبلغ ضمن مخصصات هيئة النقل او موازنة اللامركزية.

وعن الفوضى التنظيمية في مركز انطلاق الحافلات، اكدت وشاح، ان توسعة واعادة تأهيل المركز ستعمل على تنظيم وقوف الحافلات وتحديد المسارات من خلال ايجاد حارات خاصة لكل خط بشكل منظم، مؤكدة ان مراقبي الهيئة يشرفون على عملية التنظيم صباحا ومساء بشكل يومي.

من جانبه، قال مدير شرطة البلقاء العميد امجد الشمايلة » ان المتابعة الامنية في مركز انطلاق ووصول الحافلات موجودة بشكل يومي عن طريق الشرطة المرورية السرية (افراد شرطة باللباس المدني)، لمتابعة المخالفات المرورية، وكذلك هنالك مفرزة ودورية شرطة عند الاشارة الضوئية لبلدية السلط بمكان قريب من مركز انطلاق الحافلات تعمل على مراقبة اي تجاوزات لسائقي الحافلات.

وأضاف العميد الشمايلة، ان غرفة عمليات مديرية شرطة البلقاء تتابع اي شكوى تقدم عن طريق الاتصال في 911 خاصة بأي حدث في مركز الانطلاق حيث يتحرك افراد الشرطة بالسرعة المطلوبة.

ويشار الى ان مشروع توسعة واعادة تأهيل مركز انطلاق ووصول حافلات السلط يقع وسط المدينة وسيقام على ارض مساحتها 17250 مترا مربعا يحتوي على مواقف حافلات وساحات اسفلتيه وجزر وسطية، بالاضافة الى مبنى مكون من طابق ارضي وثلاثة طوابق تسوية بمساحة اجمالية 11200 متر مربع، وسيقام الهيكل من الخرسانة مع واجهات حجرية، بالاضافة الى الاعمال الكهربائية والميكانيكية، ويضم المبنى صالة انتظار ومكتب الادارة ومكاتب للشركات، ومحلات تجارية ومطبخا وكفتيريا وحمامات.