یتعرض مجمع الحافلات العمومیة الجدید في محافظة الكرك، والمغلق منذ أكثر من خمس سنوات بسبب رفض المشغلین الانتقال إلیه، للتخریب واھتراء أجزاء من مرافقه لعدم الاھتمام بھا.

ومنذ العام 2014 عندما تم افتتاحه للمرة الاولى، ما یزال المجمع مغلقا بوجه الحافلات العمومیة، إلا أنه یفتح أبوابه یومیا أمام العابثین الذین یجدون بالمجمع متنفسا لھم.

وقد تطلبت محاولة تشغیل المجمع الواقع في مدخل مدینة الكرك من الجھة الشرقیة، افتتاحه ثلاث مرات من قبل وزیرین للنقل ومدیر ھیئة تنظم قطاع النقل العام باحدى المرات، وتقوم الأجھزة الرسمیة بإغلاق المجمع القدیم الذي لا یصلح للعمل، ونقل بعض الحافلات إلیه، إلا انه وسرعان ما یقوم أصحاب الحافلات العاملة على الخطوط الخارجیة بفتح المجمع القدیم واغلاق المجمع الجدید، رافضین كل القرارات الرسمیة.

وخلال ھذه الفترة الطویلة ونتیحة غیاب الحراسة، تعرضت العدید من مرافق المجمع للتخریب من قبل مجھولین وسرقة قطع حدیدیة بالاضافة الى اھتراء العدید من المرافق لعدم الاھتمام بھا او نتیجة العبث بھا من قبل الشبان والاطفال الذین یقومون باللعب یومیا بالمجمع.

وكان المجمع قد بدأ العمل بإنشائه في العام 2011 وانتھت اعمال التنفیذ في العام 2013 ویقع على مساحة 32 دونما وبتكلفة اجمالیة بلغت اربعة ملایین دینار، وكان من المتوقع أن یعمل على تحسین مستوى خدمات النقل الخارجي بمحافظة الكرك.

ویضم المحمع الجدید عدة مبان بمساحة جیدة لاستخدام مختلف الجھات المعنیة بالعمل بالمجمع.

حیث یحوي المجمع 67 مسربا للحافلات وجمیع العناصر اللازمة بافضل المواصفات العالمیة من حیث تجھیز المسارات والساحات والمظلات والمباني الخدمیة والجزر وممرات المشاة، بالاضافة الى وجود عدد من المحلات التجاریة لخدمة الركاب.

ویؤكد سكان بالكرك إن قضیة مجمع الحافلات العمومیة الجدید یؤشر إلى فشل الاجھزة الرسمیة في تنفیذ اجراءات التحدیث في عدد من قطاعات الخدمات بالمحافظة، ومن اھمھا قطاع النقل العام، الذي یشھد فوضى كبیرة وفقا للعدید من المواطنین.

ویواجه برنامج التشغیل للمجمع رفض غالبیة المشغلین بالمحافظة بسب عدم الزام كافة المشغلین الانتقال للعمل بالمجمع واقتصار العمل على حافلات عمان الكرك والكرك جامعة مؤتة.

وبقاء العدید من الخطوط الأخرى والتي تعمل على نقل الركاب من خلال مواقع في مختلف ألویة المحافظة.

ویؤكد رئیس بلدیة الكرك السابق المھندس محمد المعایطة، ان تشغیل المجمع بحاجة الى قرار رسمي حازم، لافتا الى ان بلدیة الكرك كانت عملت في فترة سابقة على اغلاق المجمع القدیم ومنعت توقف الحافلات فیه باعتباره ارضا خاصة، لافتا إلى ان الامور عادت الى سابق عھدھا بسبب عدم جدیة الجھات الرسمیة بتنفیذ قرار الانتقال للعمل بالمجمع الجدید، الذي یمثل شاھدا على فوضى قطاع النقل العام بالمحافظة.

قالت مدیرة ھیئة تنظیم قطاع النقل البري بالوكالة المھندسة وسام التھتموني، إن موضوع المجمع بالكرك قدیم جدید، وقد جرت محاولات عدیدة لتشغیله لم تنجح لرفض المشغلین الانتقال إلیه بسبب تضارب المصالح، مشیرة إلى أن الھیئة وضعت حالیا خطة عمل بناء على اجتماعات متواصلة مع المشغلین بالكرك، للوصول إلى اتفاقیات معھم من أجل وضع خطة لتشغیل المجمع بالتوافق لخدمة المواطنین بالمحافظة، من خلال توفیر وسائط النقل المناسبة للمواطنین في مختلف ألویة المحافظة.

وأكد محافظ الكرك جمال الفایز في لقاء سابق ضرورة العمل على إعادة تشغیل المجمع الجدید والذي كلف مبالغ مالیة كبیرة، مشیرا إلى أنه في حال تشغیل المجمع سوف یتم تحسین واقع خدمات النقل العام بالمحافظة.

وبین الفایز أن تشغیل المجمع بحاجة إلى توافق جھود الفعالیات والوجھاء بالمحافظة، من اجل تنفیذ مصلحة المواطنین بتحقیق خطط ووسائط حدیثة للنقل العام.

وكان رئیس مجلس محافظة الكرك صایل المجالي، أكد أن ھناك أھمیة بالغة لتشغیل المجمع، حرصا على تحسین النقل العام بالمحافظة، لافتا إلى أن ھناك لقاءات ومخاطبات رسمیة من أجل إعادة تشغیل المجمع، بشكل یضمن مصالح جمیع المشغلین ویخدم المواطنین بشكل أفضل.

ویؤكد أحد المشغلین على خط عمان الكرك أحمد الحمایده، ان المشغلین یتطلعون إلى تحقیق توافق جمیع الاطراف والوصول إلى حلول مناسبة ترضي الجمیع، من أجل اعادة تشغیل المجمع وعدم محاباة جھة على جھة اخرى حرصا على المصلحة العامة للمواطنین، مشددا على اھمیة توفیر الحمایة للخطوط الرسمیة العاملة على المجمع من الاعتداءات من قبل الباصات والمركبات الخصوصیة التي تنقل المواطنین بالأجر.