خمسة أعوام انقضت منذ أن انتهى العمل بمشروع مجمع سفريات الكرك الجديد على مدخل المدينة الشرقي، ولازال معطلا والمعنيون بأمر تشغيله لاعين رأت ولا أذن سمعت.
أربعة ملايين انفقت لانشاء المجمع ستذهب ان ظلت الامور تراوح مكانها أدراج الرياح، فتجهيزات المجمع التي عكست كل تجليات الحداثة تآكل معظمها وستصبح عما قريب–ان ظل التجاهل–سيد الموقف أثرا بعد عين.
وخطط للمشروع ونفذ من خلف المكاتب في العاصمة دون الاستئناس برأي ذوي الشأن بتشغيله، الذين لو اخذ رأيهم بداية لكان الحال غير الحال بدل الشد والجذب ما بين مشغلين ومواطنين لم يرقهم الحال وجهات رسمية ذات ولاية، لو حسمت ورتبت امورها لتوصلت مع المعترضين على تشغيل المجمع لحلول وسط تضمن الحفاظ على الملايين التي انفقت على المكان تجهيزا وبنية تحتية كبديل للمجمع القديم الذي يفتقر لأدنى المقومات.
وبقاء حال المجمع الجديد كما هو عليه برأي الكثير من مواطني الكرك لايجوز بل اكثر من ذلك طالب مواطنون بمساءلة من قرروا ودبروا لتنفيذ المشروع دون علم غيرهم من أصحاب العلاقة بالامر.
تتفاعل تداعيات الحالة التي اضحى عليها المجمع بقوة في اوساط اهل الكرك الى حد جعلها مدار حديث في لقائهم جلالة الملك بزيارته الاخيرة للمحافظة، حيث تفهم جلالته الشكوى فوجه الحكومة ومجلس المحافظة لتدارس الموضوع باهتمام والخروج بحل يضع النقاط على الحروف.
ولفت جلالته انظار المسؤولين إلى تنفيذ مشاريع الخدمات العامة وحثهم على التخطيط المحكم لا كشأن مشروع المجمع الذي انفق عليه اربعة ملايين واضاع فرصا كثيرة لجهة منفعة المواطنين ولجهة استثمار المبلغ المنفق في مشاريع اخرى اكثر نفعا توفر فرص عمل لابناء الكرك.
واستجابة للتوجيهات الملكية سيقوم وزير النقل بزيارة لمحافظة الكرك اليوم للالتقاء بالمسؤولين في المحافظة والمشغلين المعنين بالامر للوصول لاليات مناسبة لتشغيل المجمع.
وللتدليل على عدم جدية الجهات الرسمية المعنية بأمر المجمع فيجدر القول انها «طبلت وزمرت» للمشروع كثيرا فزاره اكثر من وزير نقل ومدير عام لهيئة تنظيم قطاع النقل معلنين بدء تشغيل المجمع لكن الامر ظل كلام يمحوه النهار، وها هو المجمع بحالة التي لا تسر، يقف شاهدا على التقصير.
يتمنع مشغلو خطوط النقل الخارجية في المحافظة عن الانتقال للمجمع الجديد ولكل رايه ومبرره الذي يعكس وجهة نظره، فمدير شركة باصات عمان الكرك سالم النوايسة الذي يدير (30 )باص ركوب متوسطا تعمل جميعها بين مدينة الكرك وعمان يربط قرار الانتقال للمجمع بان يلتزم بذلك مشغلو الباصات المتوسطة والحافلات العاملة على خط جامعة مؤتة – عمان والذين يعارضون امر الانتقال للمجمع بشدة، ويعد النوايسة ان اقتصار الانتقال للمجمع الجديد على باصات عمان الكرك يضر بمصلحة مشغليها ولا يحقق العدالة فخط جامعة مؤتة عمان يستأثر بحصة الاسد لكثرة اعداد الطلبة الذين يتنقلون يوميا ما بين الجامعة واماكن سكنهم في عمان والمحافظات الاخرى.
مشغل يعمل على خط جامعة مؤتة عمان سامح الحمايده، وهو خط يعمل عليه (31 )حافلة وباص متوسط يقول انه لايحق قانونا الزام مشغل الباصات نقل خطه لمنطقة اخرى او تقصيره الا بموافقة المشغل نفسه.
واضاف ان الانتقال للمجمع الجديد يعني المساواة بين المشغلين والريع المتحقق لهم اذ لا ينبغي المساواة بين باص ركوب متوسط ثمنه مابين _(30-40 )الف دينار في اشارة لنوعية الباصات العاملة على خط عمان الكرك وحافلة يزيد ثمنها عن (120 (الف دينار فالحافلة تحتاج كلفة تشغيلية اكثر.
واضاف الحمايدة ان مشغلي باصات عمان الكرك ملزمون بالانتقال للمجمع الجديد لانهم استفادوا من عرض الحكومة الذي قدم لهم بتحويل الحافلات العاملة على الخط الى باصات ركوب متوسطة شريطة انتقالهم للمجمع بيد ان المشغلين على هذا الخط لم يلتزموا بتعهدهم.
وقالت الناطق الاعلامي في هيئة تنظيم قطاع النقل الدكتوره عبله وشاح ان اقامة مجمع جديد لباصات النقل الخارجي العاملة على خطوط محافظة الكرك كان مطلبا شعبيا في ضوء افتقار المحافظة لوجود مجمع نموذجي تتوفر فيها الخدمات المناسبة، ونفذ المجمع الجديد وفق دراسات هندسية وتنموية وروعي في اختيار موقعه النمو السكاني والامتداد العمراني المستقبلي لمدينة الكرك، في اطار استراتيجية عمل الهيئة الهادفة الى تطوير منظومة النقل في المملكة.
وتتوفر في المجمع كما قالت وشاح الخدمات التي تعني الراكب والمشغل معا، بما في ذلك وجود مكاتب للراغبين من مشغلي الباصات لمتابعة حركة باصاتهم، ونقطة امنية ومرافق خدمية متكاملة اضافة الى مكاتب لفرع هيئة تنظيم قطاع النقل في الكرك لمتابعة امور المجمع اولا باول.
واشارت الى ان الهيئة اتخذت قرارات لتشغيل المجمع بما يراعي حقوق المشغلين والمواطنين بيد ان تمنع المشغلين العاملين على خطوط نقل عمان الكرك لاسباب غير موضوعية افشل ذلك رغم استجابة الهيئة لشرطهم لتشغيل المجمع بما في ذلك تحويل حافلات نقل الركاب العاملة على خط عمان الكرك الى باصات ركوب متوسطة، مبينة ان هناك توجها لدراسة واقع النقل في محافظة الكرك بشكل عام ومن ضمنه الآليات التي يمكن اعتمادها لتشغيل المجمع مدار الحديث.